8 يوليو 2013

علمني السقوط يوما...(التتمة)




لن أخفي أني ,بعد السقوط, أحسست قليلا بالأحراج  لكنه لم يكن يضاهي  إحساسي بالصدمة و الدوار فحاولت غض الطرف وعدم المبالاة بثلة المتفرجين الجالسين ورائي والمتتبعين للأحداث بشغف , ونهضت من مكاني متكئة على طرف الطاولة وحاولت تخطي الكراسي متوجهة نحو الباب غير أن الدوار غلبني مرة أخرى وقبل سقوطي للمرة الثانية سمعت صدى ضحكة هستيرية لم أستطع تحري مصدرها لأنني سقطت قبل ذلك مغمى علي واستفقت على صوت بعض الطالبات اللواتي ساعدنني على الخروج ورافقنني إلى أقرب مستوصف بعد أن استعدت وعيي بالكامل والحمد لله على لطف الله...
قد يتساءل البعض وماذا بعد؟ ماهو الهدف من سرد هذا الحدث الروتيني الممل؟
وأجيب : لدي أسبابي ,
فقد جعلتني هاته الحادثة أستقي من الدروس الكثير , جعلتني أدرك وأتذكر أن الإنسان لاشئ ,لاشئ من دون الله عز وجل , فها أنت بقوتك وجبروتك ,هاأنت بصحتك وعلو شأنك ,هاأنت بكامل قوتك تهوي على الأرض كشأن كل كائنات هذا الكون الفسيح , فمانفع قوتك ومالك وصحتك إذن, من دون رعاية وحفظ الله لك؟  لسنا سوى كائنات ضعيفة مهما بلغت قوانا , لسنا سوى مخلوقات لاتفارقها ملائكة الحفظ ورحمة الحافظ...
علمني السقوط أنه ليس عيبا , فكل شئ في الدنيا يختل توازته ويسقط , الطائرات والمطر و الاقنعة, حتى الأنظمة السياسية  المتجبرة المتجدرة تسقط , فلماذا نعتبر نحن , أن السقوط بعد سن الرابعة فضيحة !
علمنـــي السقوط أن الإعتماد على غير الله مذلة و أن البشر صنفان , صنف الصديق وقت الضيق وصنف لايعرف معنى الإنسانية!
علمني السقوط , أن بعد كل سقطة يسمع المرء ضحكات الإستهزاء وشماته الشامتين من الأعداء ومترصدي العثرات غير أنه أيضا بعد كل سقطة سيكتشف أرواحا طاهرة طهر المطر , وسيعرف أن الخير باق في أمة محمد عليه الصلاة والسلام مابقيت الحياة على هذا الكون...
علمنـــي سقوطي , أن السقوط - بكل معانيه - ليس فشلا بل يمكن أن يكون فاصلا وحكما يجعلك تعيد حساباتك من الأول وأن نجاح اليوم ليس إلا مجموع تعثرات وسقاط الأمس
تعلمت من سقوطي الذي تلاه النهوض أن أي فشل وأي سقوط في هذه الحياة آني لايدوم , مهما طال ومهما تكرر يليه النهوض لامحالة!
علمني السقوط أيضا أني في أي لحظة من لحظات حياتي قد أسقط سقطة لن أنهض بعدها , وأن أمري كله بيد من أمره بعد الكاف والنون ...
وبالنهاية , دونت هاته الواقعة لأتخطى إحساسي بالمسؤولية حول كل مايقع في حياتي, فبحكم أن بعض الوقائع والأحداث تحدث ولا دخل لي فيها كتبت إحداثها  لأتذكرها وكذا من أجل تخطي احساسي الدفين بالإحراج 
 و دونتها , اخيرآ , :
لأن تدوين التعثرات برأيي تخرج المرء من جبة الغرور والعجب!



هناك 4 تعليقات:

  1. السقوط رغم قسوته إلا أنه فعلا درس قوي

    عجبني رؤيتك

    ردحذف
  2. نعم, هو فعلا قاسي جدا لكنه درس لكل من يريد أن يعتبر
    سعيدة بردك موناليزا , وسعيدة أكثر بمرورك
    نورتي

    ردحذف
  3. ^^ جميل ان يتعلم المرء من احداث يومه :)

    ردحذف
  4. صحيح ... شكرا فادي أحمد

    ردحذف