28 أغسطس 2013

تفكير وتفكير,


عندما أفكر كثيرا أتنكد ,فهل يصح أن أقول :
أنا أفكر إذن أنا متنكدة ...

في بعض الأحيان قد يفيدنا التغابي واللامبالاة خاصة عندما تدفعنا المبالغة في التفكير إلى الطيران قرب محطات محضورة والبحث عن أجوبة غير موجودة لمسائل ميتافيزيقية , أما عند التفكير في الماضي وصفعاته وتأويل أقاويل بني البشر ووقائع العالم ففقدان الذاكرة الوقتي قد يكون أفضل إن أردنا الحفاظ على سلامة عقولنا و متابعة المسير في دروب هذه الحياة ومتاهاتها...

نزف الأوطان




الرابع من حزيران يوم ميلادي
أتمناه عيدا مختلفا ,
بعبق الأمنيات
وبرائحة ورد من بلاد الياسمينات
في عيد ميلادي , أريد
هدايا كثيرة
كثيرة جدا, بعدد ضحايا الثورات :
أريد سوارا من ياسمين شامي
كوفية مقدسية من فلسطين
شربة ماء من النيل
قليل من هواء مابين النهرين
وأريد مناديل ورقية ومناشف
لأنني سأبكي
 والموسيقى من حولي تترنح
 من دون إيقاع
سأبكي في عيد ميلادي كل شئ
نفسي , وطني , حريتي
وأوطاني الغارقة في الدماء
سأحتفل, ولو حرمو الإحتفال
ساغمض عيني وأعلن عن أمنيتي
للهدايا وللوطن
سأطفئ شموعي على إيقاع النواح
و سأنام على صدى أنين ميانمار
وفي يدي هدية من كل وطن
ثم سأعتزل بعد ذلك, الإحتفال
وسأنسى الرابع من حزيران














20 أغسطس 2013

هلوسة ليلية ...



كلما قرأت شيئا عن الحب أتساءل عن شكله , أتخيله وأفترض أني بلدة نائية بين جبال الريف منسية طريقها وعرة . أيها الحب , عدم وصولك إلي حقيقة  قد بلعتها بشربة ماء وعطسة , لكن تواتر الحديث عنك أمامي من طرف الذين عرفوك وأصابهم جنونك هو الذي يتوسط حلقومي كالغصة  , تبا فليخبروني فقط هل يشبه الشوكولاتة وليصمتو فلا يهمني في شئ أن يكون شكله كالقلب فليكن حتى بشكل المكنسة...
 (مجرد هلوسة ليلية) 

19 أغسطس 2013

إنْــسانْ ~ ق.ق.ج

جاء دوره فاقترب منه المعلم وربت على كتفه قائلا : وأنت يا معاذ , ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ ارتبك قليلا ثم أجاب بصوت مبحوح : أريد أن أكون إنسانا ,
ضحك منه جميع من في الصف, فتوردت وجنتاه وانفجر باكيا وقرر منذ ذلك الحين ألا يكون إنسانا أبدا ...

صمت الكلام

ياإلهي كم اشتقت إلى الكتابة...
وكم اشتقت إلى مدونتي التي أهواها , والتي أسعد بزيارتها وبازدياد عدد زائريها ,
مر وقت طويل على آخر مرة كتبت فيها , وبين آخر تدوينة وهاته حاولت مرارا الكتابة ولم أستطع فلكل المستجدات السياسية ولكل تلك الأخبار عن التخريب والفوضى والقتل والدماء وصور القتلى يد في عسر الولادة الذي أصاب مخيلتي , تداخل كل شئ بسرعة رهيبة ولم أدر عماذا أكتب , هل أكتب عن الحاصل في المغرب بعد العفو الملكي ,أو عن القتل في مصر الحبيبة , أو استمرار الوضع في سوريا الجريحة , أم أكتب عن أخي في ذكرى وفاته أم عن البحر الذي غطت الأجساد العارية شطآنه...
حاولت مرارا كسر الروتين الذي أصاب أيامي بالكلام عن أي شئ  أو عن لاشئ لكن قلمي أبى إلا أن يلتزم الصمت فطاوعته و اخترت الصمت ولا شئ غير الصمت , وجاءت الأوضاع الراهنة في مصر والتي تجعل أي قلب مهما قسى وتحجريلين ويتألم , لتجعل القرار يتجدر أكثر فاخترت عن اقتناع تام وليس عن ضغط من مخيلتي, أن أصمت, ومن قال أن الصمت عار في ظل كل مايقع اقول له من هذا المنبر أن بعض الكلام من غير علم ولا سابقة معرفة هو عمق العيب وقمة العار ...
لن أنتقد الذين ملأو العالم جعجعة ولم يرى لهم طحين, ولا الذين يكتبون وهم غير واعون بالتناقض في فحوى كلامهم , لن أنتقد أي أحد لأنني لا أرى نفعا من انتقاد الآخرين مادمت أتخبط وأصارع كي أغير من نفسي وأقومها فإن كان هناك من يستحق مني أن أنتقده فهو أنا ,ثم إن حريتي تنتهي عند بدء حرية الآخر ولاحق لي كي أنتقد من ولد حرا ليقول كل مايؤمن به وكل مايراه صوابا وفوق هذا وذاك لا أريد حمل أوزار فوق أوزاري فلي فم ولهم أفواه ولي كتابي ولهم كتبهم...
ولن أخفي أمرا , أنه في أحايين كثيرة أمتنع عن الكتابة والخوض في بعض المواضيع مخافة الوقوع في المحظور ومخافة اصابة قوم بجهالة وأنا لا أعلم فالعلم وحده القادر على جعلي أتكلم ولأني لا زلت أبحث عن المعرفة وأتعلم فامكانية وقوعي في المحظور كبيرة فلماذا سأجازف وأنا أعلم أن صمتي خير من الكلام ؟ ثم أولا وأخيرا لا أحبذ الكلام إلا عندما يكون لدي ماأقوله ولا أرى من نفع في الكلام من أجل الكلام لذلك أنسحب ببطئ وأتابع بصمت مايقع وما يقال ولا أرى أي عيب في ذلك لأني أؤمن كثيرا بأن من بين أقوى الأسباب التي جعلتنا نفترس بعضنا أننا نكثر من الكلام واللغط في أيامنا ولا نعطي مساحة حرية للآخر ليعبر عن رأيه, تعصبنا لآراءنا وعبرنا عن أشياء اعتبرناها اراء وهي ليست سوى أضغاط أراء أو أقل من ذلك , وكم من المشين أن يخرج علينا أحد ينادي بالحرية والحق في التعبير وعندما يخالفه أحد الرأي تجده يكشر عن أنيابه ولا ينقصه إلا أن يضرب الأعناق و يقطع الرؤوس كأن رأيه هو الوحيد الأوحد الصائب ولا مكان لاحتمال وجود ذرة خطأ فيه ,وكأن تبني رأي مضاد لرأيه حرب على شخصه فلا هو يفرق بين الرأي والشخص ولا بين النقاش والمسايفة...
لا أدري متى سنتعلم أدب الحوار , ومتى سنطبق على أنفسنا نفس الأحكام التي ننادي بتطبيقها على الآخر ومتى سنتخلص من عقدة : حلال علي حرام عليكم , 
ومتى سنتعلم أن نفس الحق الذي يتمتع به الذي اختار أن يتكلم ,يتمتع به أيضا من اختار الصمت  وآثره على الكلام فلماذا ننتقذ الذين يصمتون وننعتهم بعديمي الاحساس والخائفين أو الجبناء وبأي حق نجعل من الصمت جريمة؟
ولازال للكلام بقية...ولازالت غصة مصر تتربع على عرش الجروح النازفة في جسد الأمة الاسلامية ولازالت سوريا وبورما وفلسطين والعراق وووو تنتظر منا ماهو خير من الكلام وأحسن من الصمت ...