1 يوليو 2013

لااختلاف بين الإناث عندما يتعلق الأمر بالأمومة !

                                                                بسم الله الرحمن الرحيم



بقدر ما انتظرت هذا اليوم -من شدة حماسي- بقدر ما تخوفت من خوض هذه التجربة وترددت!
فقبل الإقدام على خط هذه التدوينة (1) تولدت لدي رغبة كبيرة في زيارة مدونات باقي المشاركين كي أجس النبض وأتعلم, فأنا لا أملك أدنى فكرة عن عالم التدوين ولا أعرف تماما نوع التدوينات التي يجب علي كتابتها,وبالرغم من ذلك قررت عدم الإطلاع على باقي الكتابات إلا بعد ارسال تدوينتي التي اخترت أن تكون ارتجالية...
ولأن مواضيع كثيرة من حولي تثير قلمي ترددت, وكلما اخترت واحدا أغيره إلى آخر ثم إلى آخر,كما أن مجرد التفكير في أن كتابتي قد يطلع عليها أخرون يزيد من توتري وارتباكي ..
لكني اخترت التلقائية في آخر المطاف , وقررت أن أكتب عن أي شئ مادام يحسسني بالارتياح فأنا أؤمن بأن البدايات تكون دوما صعبة واجتيازها بأريحية وارتياح يعبد الطريق ويسهل المسير نحو الهدف وهدفي إن شاء الله هو 365 تدوينة وعزائي أن هنالك آخرون يخوضون نفس التجربة ولكل واحد منهم أسلوبه الخاص ومواضيعه الخاصة التي تستهويه وطريقة خاصة يعبر بها عما يلهمه وبالتالي فلن أمثل الإستثاء.
المهم, وإلى غاية أمس لم أرسى على فكرة محددة, لكن حدث شئ  جميل اليوم اعتبرته خيرافتتاحية لمدونتي, فقد استيقظت صباحا لأجد زائرة بغرفتي, ضيفة وديعة دخلت خلسة الى بيتنا ثم إلى غرفتي وأمضت الليلة قربي دون أن اشعر : قطة!
تملكني شعور مختلف فقد وجدتني قرب إحدى أكثر المخلوقات التي أتحفض منها لاأنكر أني أحبها لكن حبي لها حب عن بعد , والمثير للإعجاب في الموضوع كله هو كونها حامل وعلى وشك الوضع واختارت ركنا في بيتنا من أجل الولادة دون أدنى اكتراث لأصحاب البيت أو لأي شئ آخر.تملكني شعور بالغبطة والسرور لأنها اختارت بيتنا دونا عن كل بيوت الحي لكنني رغم ذلك لم أستطع أن اشهد ولادتها!
المسكينة! كانت تتألم بشدة فتغيرت نبرة مواءها ومن شدة ألمها صارت مسالمة وغير مهتمة بأي خطر خارجي محدق فقد اقترب منها والدي ولم تبدي أي اعتراض أو تعبير عن خوف أو حتى مشاكسة  بل تكاد ترى شرارات الألم تتطاير من عينيها ,نقلناها الى مكان آخر وهي شبه غائبة عن هذا العالم فشغل موضوعها بالي طيلة اليوم خصوصا بعد تغير حالها بعد الوضع, فبعد ساعة أو أقل رزقت بهريرات رائعات الجمال لتنقلب هي من قطة وديعة مسالمة إلى قطة شرسة ومستعدة لفعل أي شئ في سبيل حماية صغارها,سبحان الله ...
أثار انتباهي كثيرا كيف أنها بحتث باقتراب موعد ولادتها عن مكان آمن تمنح فيه الحياة لصغارها رغم أنها كانت قبل ذلك تعيش بين أزقة المدينة وشوارعها دونما مبالاة لأمن أوأمان,وكيف أنها قبل الوضع لم تلقي بالا لأي شئ قد يصيبها مادامت مطمئنة على سلامة أولادها الذين لم يبرحو رحمها بعد واستأسدت بعد أن أصبحت مسؤولة عن حيوات غير حياتها,ثم كيف أنها لم تبرح مكانها ولم تلقي بالا لا إلى جوع ولا إلى عطش مادام صغارها مرتوين آمنين مطمئنين ,

 إنها الأنثى,ذلك الكائن الجميل الذي يضحي بأي شئ مقابل أمن وسعادة من يحب..
ذلك الكائن الحنون الذي عندما يتألم يحب من تألم لأجله وعلى قدر ألمه يتحدد مقدار حبه
ذلك الكائن الضعيف الذي يتحول فجأة إلى بركان قوة عندما يتعلق الأمر بسلامة  أحبائه

ونعم, لااختلاف بين الإناث عندما يتعلق الأمر بالأمومة !



هناك تعليقان (2):

  1. بجد اكثر من رائعه عجبنى الفكره جدااااا وكنت مرتاحه وحاسه بطمانينه وانا بقرأ واسلوب جمييل وجذااب وبعتذر انى مش بتكلم بالفصحى ومشاء الله بجد رااعه ربنا يوفقك وديما متبعاكى :)

    رهام ابرهيم

    ردحذف
  2. شكرا ريهام أسعدني ردك ومرورك الجميل مشكوووووووووووووووورة يا رفيقتي

    ردحذف