24 يوليو 2013

بكبسة زر...


يسعى الإنسان دوما إلى الكمال لكن الذكريات هي رادعه , فمهما حاول لن يستطيع التخلص منها إلا إذا ابتلى بالزهايمر 
لن نستطيع التخلص من أطلال الماضي أبدا,فذكرياتنا هي مانحن عليه اليوم, نحن عصارة أفرزتها مجموعة من التجارب السابقة أليمة كانت أم سعيدة , وهي التي تجعل كل واحد منا متفرد , فليس النجاح والمرح فقط من يصنعون التميز,الألم أيضا!
ماذا لوكانت الذكريات تمحى بكبسة زر؟ هل سيكون حالنا أحسن أم أسوء...
ماذا لو أن كل إنسان يمتلك أداة تحكم عن بعد ,كلما أصابه الضجر من ذكرى  متسلطة , كبس على زر DELETE فتختفي الذكرى المشؤومة إلى الأبد...ربما إذذاك يستطيع كل منا انتقاء ذكرياتك كما ينتقي صور ألبومه , يختار منها التي سيسعده بعد أعوام تذكرها , ويتخلص من التي لن تسعده! 
هي أمنية ممتعة ظاهريا لكل من أرهقته ذكرياته , أن يستطيع تنظيف ذاكرته كما ينظف لائحة أصدقائه الافتراضيين على الفيسبوك, وان يستطيع مسح ذكرياته السيئة كما يمسح بكبسة زر تاريخا كاملا من محادثاث سابقة لم تعد تهمه , ولم لا أن يستطيع إغلاق ذاكرة قديمة بالكامل واستبدالها بذاكرة جديدة بمزايا وإظافات جديدة تخول له البدء من جديد دون تبعات تقض مضجعه وتقلق راحته,
لكن ألن تكون الحياة كئيبة ومملة إن احتفظنا فقط بمانريده من ذكريانا  ؟
 لو كانت كل ذكرياتنا سعيدة ,لأصبنا بتخمة السعادة ,وقد نحتاج يوما للبكاء ولن نستطيع إن كنا غير قادرين على تذكر ذكرى أليمة, ذكرى واحدة فقط نتذرع بها بيننا وبين أنفسنا كي نبكي! 
السعادة لوحدها لاتكفي ولن تسمى سعادة إلا إذا وجدت بعض ملامح الألم على محيا الحياة,فالألم هو الذي يجعل للسعادة قيمة , يجعلنا نتعلم ونتغير, وبعض الذكريات الأليمة هي التي صنعت العظماء وخلدتهم حتى داع صيتهم ولازال,
لوكانت ذكرياتي سعيدة لما دونتها...قالها توفيق الحكيم وصدق!
فمانفع الكتابة إذاكنا نتمرغ في التراب من فرط السعادة  ؟ مانفع الحديث عن الفرح إن كان طعمه يغلب عن حاضرنا وماضينا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق