23 سبتمبر 2013

أوركيدا - قصة قصيرة




ارتدت عباءتها ووشاحها وخرجت من منزلها الفاخر متوجهة إلى موقف السيارات المؤقت على قارعة الطريق , في وقت كادت فيه الطرقات تخلو إلا من بعض المتشردين والشحادين ممن اعتادو الالتفاف حول " قصعة كسكس " يجود بها سكان إحدى الفيلات المجاورة كل يوم جمعة...

- السلام عليكم عمي مبارك , 
- عليكم السلام بنتي . كالعادة؟
- نعم نعم من فضلك...
-على بركة الله
بعد الحوار القصير جدا , انطلقت سيارة " خديجة " , و التي يشرف العم مبارك على سياقتها منذ مايزيد عن عشرين سنة ,
وكانت تنهيدات العجوزبعد الفينة والأخرى وتمتماته المبهمة تقطع على خديجة حبل أفكارها وتكسر الصمت القاتل داخل السيارة الفارهة .
- بنتي , وصلنا.... 
- خديجة ؟ خديجة ؟
- نعم؟  تساءلت بعينين ناعستين وصوت مبحوح
- لقد وصلنا بنيتي , سأنتظرك هنا

ترجلت من السيارة وتوجهت إلى محل راقي , أول ما يثير اهتمام الناظر إليه لوحة جميلة على واجهته الأمامية كتب عليها بخط عربي أنيق " طوق الياسمين "  ,

- أهلا بك سيدة خديجة , تريدين النوع المعتاد أم قررت انتقاء شئ مختلف اليوم ؟ بالمناسبة , وصلتنا أنواع وألوان غاية في الجمال و..
- لا لا , كالعادة مريم من فضلك, قاطعتها "خديجة" مستعجلة
- طيب تفضلي بالجلوس , سأجهزها حالا
انشغلت خديجة بتفقد هاتفها غير مبالية بكل الجمال من حولها , وبعد عشر دقائق بالضبط عادت الموظفة وهي تحمل باقة فخمة من الأوركيد بلون زهري فاتح تتخله ياسمينات مهداة من المحل ,وضعتها  فوق المكتب بهدوء وأخرجت من الدرج علبة فضية , فتحتها ثم قدمتها للسيدة خديجة :
- تفضلي سيدتي , اختاري الكارت المناسب...
أمسكت خديجة العلبة وهي ترتعش واختارت بعد دقائق معدودات  بطاقة رمادية بنقوش سوداء  , تشبه إحساسها في تلك اللحظة  ,
- تفضلي , اخترت هاته
- هل أطبع لك عليها إهداء خاصا أم تريدين كتابته بنفسك كالعادة؟
- سأكتبه بيدي شكرا لك , 
انهمكت خديجة في كتابة الإهداء بعد أن دفعت ثمن الباقة , وبعد انتهائها كلفت مريم مساعدا لها بإيصال الزهور إلى السيارة وتوادعتا في انتظار لقاء آخر يوم الجمعة المقبل,



< يتبع إن شاء الله >






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق