16 يوليو 2013

ثرثرة فوق النيل


كآن يفصلنــــي عن سن العشرين بضع أعوام,حيـــن وقع ناظري عليها صدفــة وعشقتهـــآ...لازلتــــ أتذكر بوضوح أني لم أكن أمتلك ثمنها في تلك اللحظة..رغم ذلك تسمرتــ وأنا أتأمـــلها وأندبــ حظي السئ الذي حآل بيني وبين التهامها..أغرتني ووقع انجذاب غريبــ بيننآ, لازلت أجهل السبب...ربما لأن بين الأنثى والثرثرة علاقة أبديــة يصعبــ إدراكهآ..لاأدري.
وقفتـــ أرمقهآ بنظرة حزيــنة ,
طبعآ فقد كان عيدا أن يقع ناظرك على كتآب يبآع في ساحة القريـــة...انصرفتــ بعد أن أيقنتــ أن زمن المعجزآت ولى..وأني لن أحصــل على النسخة الوحيــدة المتبقية...فغيري كثيــــرون والفرق أن الحظ كان حليفهم وأنا خذلني...
لم اسمع بعد, أنذاك, بقانون الجذبـــ لكني عشت فصوله وتذوقتــ مبدأه حين حصلـــت على الروآية بعد أيـــآم...يالهآ من فرحـــة لاتوصف!

بعد أن أنهيت قراءتها أدركتـــ أنها ليست مجرد ثرثرة بالمفهوم الذي اعتقدته  لكني لم أفهم ماورد بين طياتها إلا بعد سنوات.. حين اكتشفت بعد قراءات أنها كانت تحمل وراء ثرثرات أبطالها نقدا لاذعا لسلبيات المجتمع المصري

و أنها كادت أن تشعل حريقا كبيرا كاد يلتهم في طريقه نجيب محفوظ...غير أن الرئيس جمال عبد الناصر منع أي اعتراض على الرواية وقال فيما معناهـ :
إحنا عندنا كام نجيب محفوظ؟ انه فريد في مكانته وقيمته وموهبته, ومن واجبنا أن نحرص عليه كما نحرص علي أي تراث قومي وطني يخص مصر والمصريين...
واعترف بصحة ماجاء في الروآية من نقد وقر بضرورة الخلاص من تلك السلبيات عوض وضع الرؤوس في الرمال وانكار تلك الحقائق...

جميل ماتفعله الكتبــ..فهي تجعلنا نعيش أكثر من حياة واحدة في نفس الوقتــ وتفتح أعيننا على حقائق ربما ستكون غائبة عن أذهاننا لولا وجودها .

كم أحن إلى روايتي العزيزة فقد غادرت رف مكتبتــــي بدون رجعة...نعم فمن سلبيــات إعارة الكتب أنها لاتعود...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق