7 يوليو 2013

علمنــي السقوط يوما....



ذات يوم سقطت ...نعم سقطت أمام الملأ ,سقطت بينما كان محيطي ساكنا هادئا ولتتخيلو وقع السقوط ولتتخيلو المشهد كاملا ,
تعود أحداث هذه الواقعة إلى مستهل السنة الحالية 2013 , يومها ولجت الكلية باكرا على غير العادة وجلست أنتظر وصول الأستاذ المحاضر لكنه تأخر , مرت العشر دقائق ببطئ تلتها عشر أخرى, فهم بعض الطلبة بالانصراف وفضل الآخرون -الأغلبية - البقاء لان دفئ المكان كان مغريا...أما أنا فلم أستطع أن أقرر هل أنضم إلى المنصرفين وأتوجه إلى البيت أو أنتظر ساعتين من الزمن كي أتمكن من حضور المحاضرة التالية ,فأخذ مني التفكير مدة قصيرة - لكنها كانت كافية كي يعود المدرج إلى حالة الهدوء - قبل أن أقرر أخيرا أن أغادر!
اتجهت إلى الاسفل صوب الباب الأمامي للمدرج , وعند وصولي إلى آخر درجة من السلالم اختبرت في لحظة واحدة أمرين اثنين لم أستطع إلى غاية اللحظة معرفة السابق منهما على اللاحق ولا السبب من النتيجة , هل لأنني احسست بالدوار وضعت رجلي في غير محلها مما جعلني أهوي أرضا أو لأنني سقطت أصبت بدوار وحالة إغماء؟؟؟
الحصيلة أني وضعت رجلي على صفيحة حديدية غير مثبثة وسقطت وأنا مصابة بدوار -دون مراعاة الترتيب في تسلسل الأحداث- , هويت أرضا أمام الطلبة الذين كانو جالسين في هدوء ودَعة , وخيل إلي أني أسقط بالعرض البطئ لم أتمنى سوى لمس الأرض بجسدي ففعل السقوط بدأ ولم يشأ أن ينتهي, ربما لأن إدراكي توقف وربما من هول المفاجئة أحسست أن الوصول إلى الأرض آخد مني وقتا طويلا جدا ,
 لطالما خشيت السقوط أمام الناس ولطالما تخيلت تركيبة الإحساس الذي يعيشه من سقط أمام الآخرين لكن لم أستطع يوما تخيل الإحساس الحقيقي إلا عندما اختبرته بنفسي وصدقونـــــي الأمر شبيه بحلم !
فلنعد إلى الأحداث , اعترضني عند السقوط كرسي كان بمثابة المنقذ الذي حال دون ارتطام رأسي بالصفيحة الحديدية , لله الفضل والمنة فهو الحافظ بالأول والأخير ,له الحمد والشكر! 
بعد سقوطي بقيت ممددة في مكاني فترة من الزمن لم أستطع تحديدها لأنني فقدت إدراكي بكل العناصر الحسية وغاب عنصر الزمن والألم معا ولم أكن أعي إلا أني افترش الأرض ,حاولت استجماع قوتي أو بالأحرى مابقي منها كي أجلس ففعلت وقد بلغ مني الدوار مبلغه ,ثم تذكرت أني لست بمفردي فنظرت إذ بالمئات من العيون مسلطة علي وعرفت أني سقطت في موقع استراتيجي يسمح للكل بالمتابعة - مقدمة المدرج -                            

                                                                                                                                ' يتبع إن شاء الله'

هناك 4 تعليقات:

  1. كالعاده متالقه ورااائعه

    رهام ابراهيم

    ردحذف
  2. وكالعادة سعيدة بمتابعتك ريهام .ودي

    ردحذف
  3. ولم يحاول أحد مساعدتك على النهوض !!
    ذكرتيني بموقف مشابه
    رأيتها داخل ساحة الحرم الجامعي وقد حشرت قدمها في بالوعة فجثت على الأرض في وضع السجود والشباب يعدون جوارها ينظرون إليها ويكملون سبر لولا وصول يعض البنات ومساعدتها على النهوض

    في انتظار البقية بإذن الله

    ردحذف
  4. اليوم ياموناليزا كثر المتفرجون والمصورون أما من يمد للمحتاج يد المساعدة في وقت الشدة يمثلون القلة القليلة جدا
    سرني مرورك
    ودي

    ردحذف