29 يوليو 2013

على أعتاب حلم مجنون ~



خطرت لي فكرة حلم مجنونة وقلت لنفسي : ماالذي يعيبني , لماذا لا أتسلق جبل إيفرست؟ فعلى قدر حلمي ستتسع الأرض, إن صدق محمود درويش!
أخرجت قائمة أحلامي فورا من علبتي الذهبية اللامعة حيث أحتفظ بأشيائي الثمينة وكتبت :
الحلم رقم 50 : تسلق جبل إيفرست,
ثم ألقيت نظرة سريعة على ويكيبيديا كأول خطوة نحو تحقيق الحلم , وبصوت مرتفع قرأت :
تسعة كلمترات فوق سطح البحر ... ( ليست بمهمة مستحيلة )
 قد يتحول سكون مشهد الغروب وصفاؤه على جبل إفرست إلى ليال ونهارات من الضباب الدوار والعواصف والإنهيارات الثلجية المعاصرة....(انهيارات؟ ...سأغلف هذه المخاوف بالإرادة والصمود)
منطقة الموت...أحسست بعضلات وجهي تتشنج لكنني فكرت, ليست رها محرق بأحسن مني !
أطفأت الحاسوب وأنا أردد على قدر حلمي ستتسع الأرض , على قدر حلمي ستتسع الأرض ثم ذهبت لأنشغل بالواقع في انتظار فرصة لأحقق الحلم ...
وفيما كنت أستعد للنوم لحياكة أحلام من نوع آخر , شغلت التلفاز لإلقاء نظرة على آخر المستجدات ففوجئت وأنا أغير المحطات بلقطة من أحد الأفلام الأجنبية حيث يظهر متسلق وأخته ووالدهما وهم يتسلقون جبلا ويتمازحون ويتضاحكون, فانتصبت قائمة وقلت :
بدأت الأرض تتسع يادرويش بدأت الأرض تتسع!
فكرت ربما هي إشارة , سأتابع الشريط للنهاية , ثم فعلت...
بعد دقيقة أو دقيقتين من متابعتي للأحداث والتفاؤل يغمرني, وقعت حقيبة أحد المتسلقين فدفعت بالأخوين ووالدهما وفقدو توازنهم جميعا وكادو يفقدون حياتهم أيضا لولا أن تدخل الأب بسرعة وأمر الإبن بقطع الحبل من جهته كي يسقط لوحده ويخفف الحمل على الحبل فموت واحد أهون من موت محتم لهم جميعا ,نفذ الطلب بعد تردد ليسقط الأب إلى الأسفل شر سقطة ,ميتا طبعا ,
وتوالت أحداث الموت والسقوط مرة بعد أخرى , عواصف ثلجية ,فقدان توازن , إغماء وموت يطال الفريق الواحد تلو الآخر ,تابعت كل ذلك وأنا أتمتم : ونعم الإشارة...
بانتهاء الشريط انتهى حلمي الذي مات قبل أن يولد ,فأخرجت قائمة أحلامي مرة أخرى من العلبة وشطبت على الحلم رقم 50  وكتبت مكانه : ضاقت الأرض يادرويش ضاقت...
واعتزلت الأحلام المجنونة منذ ذلك الحين  واكتفيت بأحلامي العقلانية المحشوة بالجبن!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق